عملية فوردو- أمريكا تضلل الذكاء الاصطناعي وتُحكم السيطرة الإعلامية.
المؤلف: عبد الرزاق بن عبد العزيز المرجان09.01.2025

في تاريخ 21 يوليو 2025، استيقظ العالم على وقع حدث جلل، تمثل بعملية عسكرية سرية بالغة الدقة، نفذتها القوات الأمريكية، مستهدفة المواقع النووية الإيرانية الحساسة في فوردو وأصفهان ونطنز. بيد أن الصدمة الكبرى لم تكن في العملية ذاتها، بل في حقيقة أنها لم تكن مجرد صدفة عابرة، بل كانت ثمرة خطة مُحكمة نسجت بخيوط من التضليل والإبداع، تجسد مدى التفوق في إخفاء المعلومات في هذا العصر الذي تهيمن عليه تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
إن هذا الإجراء لا يمثل مجرد عملية عسكرية روتينية، بل هو نموذج استثنائي في فن التمويه، يبرز كيف تمكنت الولايات المتحدة من فرض سيطرتها على تدفق المعلومات، وخلق حالة من العتامة الإعلامية، وذلك لخدمة أهدافها الإستراتيجية بعيدة المدى، وتوجيه ضربات موجعة لخصومها في العمق. وقد تحقق ذلك من خلال تناغم بديع بين الدوائر السياسية والإعلامية والتقنية، واستغلال ذكي للأحداث الداخلية التي شهدتها أمريكا، مما ساهم في تضليل المحللين البشريين وخوارزميات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في التنبؤات.
استراتيجيات التمويه المتطورة..
براعة إدارة الوقت والتوقعات
إذا تأملنا بدقة كيف طبقت أمريكا هذا النموذج الفريد، ندرك أن الأمر يتجاوز مجرد العمليات العسكرية، بل هو فن رفيع في إدارة المحتوى المتداول، سواء كان مقاطع فيديو أو صوراً أو نصوصاً، والتحكم ببراعة في مجريات الأحداث وتدفق المعلومات. لقد اتبعت الولايات المتحدة مساراً منظماً بدقة، بدأ بإطلاق تصريحات دبلوماسية حذرة ومتكررة، تؤكد أن الحوار هو الخيار الأمثل، بينما كانت في الواقع تحضر لعملية عسكرية هائلة. ففي الفترة من 13 إلى 15 يونيو، أدلى المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض بتصريحات مبهمة تعكس وضعاً غير مستقر، وكانت هذه التصريحات بمثابة جزء لا يتجزأ من استراتيجية تضليل متقنة، تهدف إلى التشويش على أي محاولة للتنبؤ بالعملية، وإرباك الخصوم. كما شارك الرئيس الأمريكي ترمب بشكل علني في خلق أجواء من التهيؤ النفسي، من خلال تصريحاته التي زادت من فعالية التضليل، وأظهرت أن القرار لا يزال قيد الدراسة، وأن الإطار الزمني مفتوح على جميع الاحتمالات.
وفي الوقت نفسه، تنوعت أساليب التمويه المستخدمة، حيث امتنع البنتاغون عن التعليق على تحركات القواعد العسكرية، وتم تأجيل الإعلان عن موعد الضربة بشكل متكرر، مع تأكيدات من بعض الدوائر السياسية، مثل تصريحات السيناتور ماركو روبيو، التي سعت إلى تشكيل توقعات محددة، تؤكد أن الإيرانيين لن يتمكنوا من تحديد موعد الهجوم بدقة. وهكذا، كانت أمريكا تصوغ مجموعة من التصريحات والأفعال الممنهجة والمتراكمة، والتي تهدف جميعها إلى إخفاء الحقيقة وراء ستار كثيف من الغموض والخداع.
احتراف تضليل الذكاء الاصطناعي
لكن الإبداع لم يتوقف عند هذا الحد. بل تجسد في إنتاج محتوى مضلل يتمتع بمصداقية عالية، يشمل صوراً ومقاطع فيديو ونصوصاً، صُممت بعناية فائقة لتصل إلى شبكات الإنترنت وأنظمة التحليل، بهدف تضليل عمليات التوقع والتقدير لدى الخصوم. ونتيجة لذلك، أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي تعتمد بشكل أساسي على تحليل البيانات المتاحة، عرضة لخديعة مُحكمة أفقدتها القدرة على تقديم تنبؤات دقيقة، وأدت إلى إرباك واضح في صفوف المحللين أيضاً.
وعندما يستخدم المحللون أدوات المصادر المفتوحة (OSINT) لتقييم الوضع الراهن، ومحاولة التنبؤ بموعد الضربة الأمريكية، فإنهم سيقعون ضحايا لعملية جمع وتحليل المحتوى المضلل المتوفر في المصادر المفتوحة.
وبناءً على ذلك، نجح المحتوى المضلل في التغلغل إلى مراكز صنع القرار، وتضليل متخذي القرار لدى الخصوم، وتقويض قدرتهم على تحديد توقيت العملية بشكل موثوق.
استغلال التوقيت بذكاء لخداع الخصوم
لم يقتصر النموذج الأمريكي على إنتاج محتوى مضلل فحسب، بل تعداه إلى استغلال التوقيت بذكاء لإضفاء المزيد من المصداقية على هذا المحتوى المضلل، وذلك من خلال استغلال التوترات الداخلية التي تعصف بأمريكا، مثل الاحتجاجات الواسعة في لوس أنجلوس والانقسامات العميقة في المجتمع، بالإضافة إلى الخلافات الحادة داخل البيت الأبيض، وحتى الخلافات بين المسؤولين والأقطاب السياسية، وكذلك الخلافات العلنية بين الرئيس الأمريكي وإيلون ماسك، والتي تصاعدت حدتها جميعها خلال الأسابيع التي سبقت الضربة.
هذه الحيل الداخلية المتقنة، إلى جانب فرض سرية تامة على موعد الهجوم، أدت إلى التشكيك في أي مصدر محتمل للمعلومات الصحيحة، ومنحت أمريكا الفرصة الذهبية للتحكم في السيناريو برمته، وإدارة تدفق المعلومات بشكل فعال، حتى بعد وقوع العملية العسكرية، وذلك بفضل الحصار المحكم الذي فرضته على التدفق الحقيقي للمعلومات. ومنحت هذه الأجواء الداخلية المتوترة التكهنات بتأجيل الضربة الأمريكية على إيران مصداقية أكبر.
يتضح جلياً من النموذج الأمريكي الفريد قدرته الفائقة على التحكم في تدفق المعلومات في عصر حروب الجيل الخامس، وذلك من خلال إنتاج محتوى مضلل ومتقن الصنع يتم جمعه وتحليله عبر المصادر المفتوحة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات المصادر المفتوحة (OSINT)، بهدف إخفاء الحقائق، وإرباك الخصوم، وإرساء دعائم سيطرة غير مسبوقة على ساحة الحروب الرقمية والتكتيكية.
إن هذا الإجراء لا يمثل مجرد عملية عسكرية روتينية، بل هو نموذج استثنائي في فن التمويه، يبرز كيف تمكنت الولايات المتحدة من فرض سيطرتها على تدفق المعلومات، وخلق حالة من العتامة الإعلامية، وذلك لخدمة أهدافها الإستراتيجية بعيدة المدى، وتوجيه ضربات موجعة لخصومها في العمق. وقد تحقق ذلك من خلال تناغم بديع بين الدوائر السياسية والإعلامية والتقنية، واستغلال ذكي للأحداث الداخلية التي شهدتها أمريكا، مما ساهم في تضليل المحللين البشريين وخوارزميات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في التنبؤات.
استراتيجيات التمويه المتطورة..
براعة إدارة الوقت والتوقعات
إذا تأملنا بدقة كيف طبقت أمريكا هذا النموذج الفريد، ندرك أن الأمر يتجاوز مجرد العمليات العسكرية، بل هو فن رفيع في إدارة المحتوى المتداول، سواء كان مقاطع فيديو أو صوراً أو نصوصاً، والتحكم ببراعة في مجريات الأحداث وتدفق المعلومات. لقد اتبعت الولايات المتحدة مساراً منظماً بدقة، بدأ بإطلاق تصريحات دبلوماسية حذرة ومتكررة، تؤكد أن الحوار هو الخيار الأمثل، بينما كانت في الواقع تحضر لعملية عسكرية هائلة. ففي الفترة من 13 إلى 15 يونيو، أدلى المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض بتصريحات مبهمة تعكس وضعاً غير مستقر، وكانت هذه التصريحات بمثابة جزء لا يتجزأ من استراتيجية تضليل متقنة، تهدف إلى التشويش على أي محاولة للتنبؤ بالعملية، وإرباك الخصوم. كما شارك الرئيس الأمريكي ترمب بشكل علني في خلق أجواء من التهيؤ النفسي، من خلال تصريحاته التي زادت من فعالية التضليل، وأظهرت أن القرار لا يزال قيد الدراسة، وأن الإطار الزمني مفتوح على جميع الاحتمالات.
وفي الوقت نفسه، تنوعت أساليب التمويه المستخدمة، حيث امتنع البنتاغون عن التعليق على تحركات القواعد العسكرية، وتم تأجيل الإعلان عن موعد الضربة بشكل متكرر، مع تأكيدات من بعض الدوائر السياسية، مثل تصريحات السيناتور ماركو روبيو، التي سعت إلى تشكيل توقعات محددة، تؤكد أن الإيرانيين لن يتمكنوا من تحديد موعد الهجوم بدقة. وهكذا، كانت أمريكا تصوغ مجموعة من التصريحات والأفعال الممنهجة والمتراكمة، والتي تهدف جميعها إلى إخفاء الحقيقة وراء ستار كثيف من الغموض والخداع.
احتراف تضليل الذكاء الاصطناعي
لكن الإبداع لم يتوقف عند هذا الحد. بل تجسد في إنتاج محتوى مضلل يتمتع بمصداقية عالية، يشمل صوراً ومقاطع فيديو ونصوصاً، صُممت بعناية فائقة لتصل إلى شبكات الإنترنت وأنظمة التحليل، بهدف تضليل عمليات التوقع والتقدير لدى الخصوم. ونتيجة لذلك، أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي تعتمد بشكل أساسي على تحليل البيانات المتاحة، عرضة لخديعة مُحكمة أفقدتها القدرة على تقديم تنبؤات دقيقة، وأدت إلى إرباك واضح في صفوف المحللين أيضاً.
وعندما يستخدم المحللون أدوات المصادر المفتوحة (OSINT) لتقييم الوضع الراهن، ومحاولة التنبؤ بموعد الضربة الأمريكية، فإنهم سيقعون ضحايا لعملية جمع وتحليل المحتوى المضلل المتوفر في المصادر المفتوحة.
وبناءً على ذلك، نجح المحتوى المضلل في التغلغل إلى مراكز صنع القرار، وتضليل متخذي القرار لدى الخصوم، وتقويض قدرتهم على تحديد توقيت العملية بشكل موثوق.
استغلال التوقيت بذكاء لخداع الخصوم
لم يقتصر النموذج الأمريكي على إنتاج محتوى مضلل فحسب، بل تعداه إلى استغلال التوقيت بذكاء لإضفاء المزيد من المصداقية على هذا المحتوى المضلل، وذلك من خلال استغلال التوترات الداخلية التي تعصف بأمريكا، مثل الاحتجاجات الواسعة في لوس أنجلوس والانقسامات العميقة في المجتمع، بالإضافة إلى الخلافات الحادة داخل البيت الأبيض، وحتى الخلافات بين المسؤولين والأقطاب السياسية، وكذلك الخلافات العلنية بين الرئيس الأمريكي وإيلون ماسك، والتي تصاعدت حدتها جميعها خلال الأسابيع التي سبقت الضربة.
هذه الحيل الداخلية المتقنة، إلى جانب فرض سرية تامة على موعد الهجوم، أدت إلى التشكيك في أي مصدر محتمل للمعلومات الصحيحة، ومنحت أمريكا الفرصة الذهبية للتحكم في السيناريو برمته، وإدارة تدفق المعلومات بشكل فعال، حتى بعد وقوع العملية العسكرية، وذلك بفضل الحصار المحكم الذي فرضته على التدفق الحقيقي للمعلومات. ومنحت هذه الأجواء الداخلية المتوترة التكهنات بتأجيل الضربة الأمريكية على إيران مصداقية أكبر.
يتضح جلياً من النموذج الأمريكي الفريد قدرته الفائقة على التحكم في تدفق المعلومات في عصر حروب الجيل الخامس، وذلك من خلال إنتاج محتوى مضلل ومتقن الصنع يتم جمعه وتحليله عبر المصادر المفتوحة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات المصادر المفتوحة (OSINT)، بهدف إخفاء الحقائق، وإرباك الخصوم، وإرساء دعائم سيطرة غير مسبوقة على ساحة الحروب الرقمية والتكتيكية.